ثم قيض الله تعالى له رجلاً عالماً مجاهداً أشرق معه نور الهداية الأولى في حياته. وكان الرجل هو العلامة محمد المختار السوسي، والذي أسس بعد رجوعه من مدينة فاس مدرسةً في الحي ذاته الذي كان به بيت الطفل عبد السلام.
كان الطفل يدرج مع الصغار بين أيدي تلامذة العالم السوسي، يلقنونهم كُنه العلم ويعلمونهم القرآن الكريم ثم شيئا فشيئا ومنذ السنوات الأولى صاروا يلقنونهم أيضا مبادئ اللغة العربية. فكان ذلك التكوين المزدوج يومئذ جديداً على الناس إذ المعهود أن المدرسة القرآنية لم تكن تلقن إلا القرآن الكريم حتى يحفظه المتعلم.